بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن إمام جمعة أهل السنة في
مدينة زاهدان شرقي إيران أن السلطات الإيرانية منعته من السفر إلى المملكة
العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي يبدأ
أعماله اليوم السبت في مكة المكرمة. وقال مولوي عبد الحميد في تصريح صحفي: إن الأمن الإيراني قد
ضبط جواز سفره لدى عودته من تركيا، مؤكدًا أن السلطات لا تطيق ارتباط
علماء الدين مع العالم الإسلامي".
وأضاف: "السبب هي النظرات الضيقة
وعدم تحمل ارتباط علماء أهل السنة في إيران مع العالم الإسلامي.. لا
أتصور أن يكون هنالك سبب غير ذلك".
وتعقد الأمانة العامة لرابطة
العالم الاسلامي مؤتمرًا اليوم تحت عنوان "رابطة العالم الإسلامي.. الواقع
واستشراف المستقبل"، وذلك بمناسبة مرور خمسين سنة على إنشاء الرابطة.
وضبط رجال الأمن في مطار طهران
جواز سفر الداعية السني بأمر من المحكمة الخاصة برجال الدين طبقًا
للرسالة الخطية التي سلموها إليه في المطار.
ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع
عقد مؤتمر رابطة علماء المسلمين حيث يحضره كبار العلماء من أنحاء مختلفة
في العالم وقد وجهت الدعوة في وقت سابق إلى مولوي عبد الحميد بصفته رئيسًا
للمجلس التنسيقي للمدارس الدينية لأهل السنة في إيران.
وكان مولوي عبد الحميد دعم ترشيح
مهدي كروبي خلال الانتخابات الرئاسية السابقة وقد انتقد قمع الاحتجاجات
التي تلت الانتخابات.
واحتج مولوي بشدة في إحدى خطب
الجمعة على كيفية تعامل السلطات مع المحتجين وتنفيذ أحكام الإعدام و"نزع
الاعترافات تحت التعذيب".
وأوضح أن "الجمهورية الإيرانية
التي وصلت إلى الحكم بعد إطاحة النظام الملكي تستمد شرعيتها من أصوات
الشعب وليس من قوة السلاح والعنف... لا يوجد حكم في العالم استمر بواسطة
السلاح كما أن الثورة في إيران لم تنتصر باللجوء إلى القوة وإن استمرارها
رهن بكسب رضا الشعب".
منع السنة
من إقامة الصلاة بالجامعات والجيش:
وكانت مصادر سنية إيرانية قد
أكدت أبريل الماضي أن الحكومة الإيرانية قررت وبشكل مفاجئ منع المسلمين
السنة في العاصمة طهران وغيرها من المدن من إقامة الصلوات في الجامعات
الحكومية ومعسكرات الجيش في إطار الضغوط التي تمارسها منذ عقود للتضييق
على السنة في إيران.
ويأتي هذا المنع الذي أكدته
مصادر سنية في العاصمة الإيرانية طهران رفضت ذكر أسمائها، بعدما تم حظر
أهل السنة من إقامة الجمعة في بعض البيوت في المدن الكبرى مثل أصفهان
وشيراز وكرمان ويزد.
وكان الشيخ عبد الحميد الزهي،
المرجع الأعلى للمسلمين السنة في إيران، وإمام وخطيب الجمعة في الجامع
المكي في مدينة زاهدان، الذي يعد أكبر مساجد أهل السنة في إيران؛ أعرب عن
أسفه لمنع بعض الجهات الحكومية من إقامة صلاة الجمعة حتى في بعض البيوت
في المدن الكبرى.
منع صلاة
الجمعة في البيوت:
وقال حينها: "نأسف جدًا على
ممارسة بعض العناصر الذين يبادرون إلى منع صلاة جمعة تقام في البيت،
والتضييق على من يقيمها. إن هؤلاء جماعة منحرفون فكرياً وهم في الحقيقة
أصحاب الأفق الضيق، ولديهم حساسية زائدة نحو المساجد والمدارس والدعوة
والتبليغ، والتي لا صلة لها بالخلافات السياسية ولا المذهبية أبدًا".
وانتقد الشيخ الزهي هذه
الإجراءات على الرغم من أن الدستور لم يمنع أحداً من ممارسة طقوسه الدينية
ولا ممارسة نشاطاته الدينية، مسلماً كان أو غير مسلم.
وأضاف: "لا ينبغي المنع من إقامة
الصلاة، بل يجب دعوة الجميع إلى إقامتها. نحن نأمل أن يبادر الجميع من
الشيعة والسنة إلى إقامة هذه الفريضة التي هي أهم أركان الإسلام بعد
التوحيد، وهي تضمن فلاح الدارين".
واعتبر أن مخالفة المسؤولين
لبناء المساجد والمدارس والمعاهد الدينية لأهل السنة مغايرة تماماً لمبادئ
الحكومة الدينية، مضيفاً أن "على المذهب الشيعي أن يبني مسجداً في بعض
القرى التي توجد فيها عائلة واحدة فقط، ولكن القضية التي تبعث على القلق
أنه لا يُسمَح لنا ببناء المساجد والمدارس الدينية في المدن الكبرى التي
يسكنها عدد كبير من أهل السنة".
واعتبر أن المسؤول الذي يمنع من
إقامة الصلاة في الجامعات لا دين له، ولا معرفة له بالرب. لافتاً إلى أن
إكراه الفرد على أن يصلي خلف فلان الذي هو على مذهب آخر يعد بمثابة جهالة
تامة.
وتابع: "أقول لمسؤولي البلاد
وسماحة المرشد الأعلى وأطلب منهم أن يعطوا هذه الحرية للصلاة في كل مكان،
وهذا أدنى حق لنا من حيث الدستور أن نكون أحراراً في إقامة الجمعة
والجماعات".